الحمد لله قيوم السماوات والأرضين مدبر الخلائق أجمعين باعث الرسل المكلفين عليهم الصلوات وازكي التسليم لهداية عباده وبيان شرائع الدين بالدلائل القطعيه وواضحات البراهين أحمده علي جميع نعمة وأسأله المزيد من فضله وكرمة .
وأشهد أن لا اله الا الله الواحد القهار الكريم الغفار واشهد ان سيدنا محمد عبده ورسوله وحبيبة وخليله وافضل المخلوقين المكرم بالقران العزيز المعجزة المستمرة علي تعاقب السنين وبالسنن المستنيره للمرشدين المخصوص بجوامع الكلم وسماحة الدين .. اللهم صلي علي محمد عدد ما ذكره الذاكرون وصلي عليه عدد من غفل عن ذكره الغافلون الي يوم الدين وصلي الله عليه في الأولين وصلي عليه في الآخرين وصلي عليه في الملأ الأعلي الي يوم الدين وصلي علي سائر الأنبياء والمرسلين آمين
اني أريد ان أعلمكم كما علمني رسول الله صلي الله عليه وسلم : " نضر الله أمرأ سمع مقالتي فأداها كما سمعها " صدق رسول الله صلي الله عليه وسلم ..
( 60 وصية من وصايا رسول الله صلي الله عليه وسلم وشرحها )
********************************
(1) وصيه في التوحيد
عن أبي هريره –رضي الله عنه – أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال : " من قال لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو علي كل شئ قدير في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب وكتبت له مائه حسنه ومحيت عنه مائة سيئه وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتي يمسي ولم يأت أحد أفضل مما جاء إلا رجل عمل أكثر منه " . ( رواه البخاري في صحيحة )
" شرحه"
إذا تعمقت أخي الكريم وأختي الغاليه في معني هذه الوصيه وجدت أنها تحثك علي وحدانيه الله وعدم الإشراك به فالله تعالي واحد أحد فرد صمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد لا اله غيره ولا رب سواه فلا تشرك به شيئا فمن أقر بالوحدانية وأنه وحده النافع الضار دخل الجنه ومن عصاه وأشرك به دخل النار كما ورد في الحديث " من شهد أنه لا اله الا الله وأن محمدا رسول الله حرم الله عليه النار "
عدل عشر رقاب : أي كمن أعتق عشر رقاب
وكانت له حرزا من الشيطان : أي وقايه وحمايه له من شياطين الجن والانس من يومه الي أن يمسي ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به الا رجل عمل أكثر منه أي هذا أكثر منه فانتفع أخي ويا أختي المسلمة بهذا الزاد النبوي فالعمل قليل جدا والثواب عظيم جدا .
===============================================
(2) وصيه في ذكر الله
عن أم أنس رضي الله عنه : أنها قالت : يا رسول الله أوصني قال : "اهجري المعاصي فإنها أفضل الهجرة وحافظي عل الفرائض فإنه أفضل الجهاد ولأكثري من ذكر الله فإنك لاتأتين الله بشئ إليه من ذكره " ( رواه الطبراني في معجمة الكبير )
(شرحة )
هذه الوصيه أوصي بها رسولنا الكريم صلي الله عليه وسلم أصحابه والمسلمين من بعدهم فكن منفذ لهذه الوصيه التي إذا عملت بها كانت سببا من أسباب السعاده الحقيقيه فاذا نظرنا اليها وجدنا أنها تشتمل علي ثلاثة عناصر :
أهجري المعاصي فإنها أفضل الهجرة
فإن البعد عن المعاصي هو الهجرة الحقيقيه التي لا تحقق إلا بهجره ما نهي الله عنه فالمهاجر من هجر ما نهي الله عنه فأتمر بأوامره وانتهي عن نواهيه من هنا نؤكدحبنا لله الذي لا نعطيه طاعة حقيقية الا إذا أحببناه وإذا أحببناه هجرنا معاصيه
حافظي علي الفرائض فإنها أفضل الجهاد
إذا نظرنا الي العنصر الثاني وجدناه يحثنا علي المحافظة علي الفرائض التي من أهمها التوحيد وعدم الاشراك بالله والصلاه فالصلاه عماد الدين من أقامها فقد أقام الدين ومن هدمهاهدمها فقد هدم الدين دين ، دين نفسه عياذا بالله فكن محافظا علي فرائض الله التي فرضها الله عليك ايضا حافظ علي الصيام وايتاء الزكاه وحج البيت ان استطعت
وأكثري من ذكر الله فإنك لا تأتين الله بشئ أحب اليه من ذكره .
وجب علينا ان نكثر من ذكر الله فهو خير مؤنس وخير رفيق ولا شك أن هذا الترغيب المحمدي لذكر الله لهو سبب من الأسباب التي ستجعلنا في صحبه الذاكرين الذين يباهي الله بهم الملائكة فالذكر من اجل الأعمال اذكر الله في كل شئ ليس الذكر باللسان فقط وان كان مطلوبا ولكن عندما تحسن عملك فأنت ذاكر الله عندما تؤدي مهام وظيفتك بإخلاص فأنت ذاكر لله عندما يحسن الأب والأم تربيه أبنائهما فمهما ذاكران الله عندما يذاكر الطالب بجد وإخلاص فهو ذاكر لله .. أي عمل تعمله ضع نيه ذكر الله وابتغاء مرضاته تأخذ الثواب .
No comments:
Post a Comment