أول شيء ينبغي عمله لتستخرج إستراتيجية أن تضع نفسك في حالة مصدرية غنية . في أي وضع علاجي أو أي وضع آخر ضع نفسك في حالة من الامتياز . هذه مسألة مهمة والتي دائماً تُغفل رغم أهميتها القصوى . كثيراً ما نذهب نتخبط في حالة علاجية أو غيرها دون مصادر ثم نتساءل لماذا لا نحصل على نتائج مرضية . يجب أن تكون مسؤولاً عن الحفاظ على حالتك . ليكن لديك مراسي شخصية جاهزة كذلك لتضع نفسك في حالة من الامتياز لذلك الموقف . تعال إلى كل موقف مجهزاً مصادرك وطاقتك ، في الزمن الأعلى وفي حالة ذهنية فسيولوجية متزنة . وحينها تستطيع أن تفعل ما تريد
حدد النتيجة التي تريد أو حدد حصيلتك . البرمجة العصبية اللغوية تنجح غالباً بسبب أنها تحدد الهدف دائماً . دائماً حدد النتائج التي تحب أو الغرض لكل شيء تعمله
اصنع أُلفة مع المستفيد الذى تستخرج استراتيجيته مستخدماً التوافق والتناظر (Matchinge & Mirrorig ) . بعد حصول الألفة تؤطر وتشرح ما الذي أنت بصدده . فإذا ما كنت تريد استنباط الإستراتيجية فإنك تقول له شيئاً مثل : " أريد أن أسألك بعض الأسئلة التي تعطيني معلومات عن كيفية اتخاذك لقراراتك أو عن كيفية كذا .... وذلك كي أستطيع أن أتواصل وأتفاهم معك بطريقة ممتازة " . إذا بدأت تسأل الناس أسئلة بدون رسم إطار لما تفعل فإنهم قد يرتابوا في أمرك ويواجهونك بالعداء . يمكنك أن تستنبط الإستراتيجية بطريقة خفية وربما كان ذلك أكثر سهولة بصورة عامة. وفي أحوال البيع والشراء فربما يتحتم عليك ألا تكشف عن نواياك . عند التحري عن الإستراتيجية لشخص ما انتبه إلى كل المؤشرات التي تظهر أمامك . هذا يشمل حركة العين وما يطرأ عليها ، نغمة الصوت ، التنفس ، حركات الجسد ، والكلمات التي لم تقل . بعض الإستراتيجيات لا يمكن استنباطها عنها إلا من حركات العين وتغيراتها ، ولكن إن كانت الإستراتيجية للشخص يصعب التعرف عليها فإنك سوف تحتاج إلى كل ما يساعدك من دلائل ومؤشرات واضحة وخفية . تحر لترى ما إذا كان المستفيد يستخدم يمينه كيد رئيسية أو يسراه . وعندما تبدأ في البحث عن أي اتجاه تتحرك به عينا شخص ما ، فإنك تحتاج أن تعرف أي اليدين يستخدم كيد رئيسية وذلك بسؤاله بضعة أسئلة . لاحظ في أي من يديه يضع ساعته ؟ فإذا كان يرتدي ساعته في يمينه فإن هذا مؤشر جيد إلى أنه يستخدم يسراه كيد رئيسة ( أي أنه أعسر ) والذي بدوره يشير أنه يختلف في بعض التراكيب العصبية عن مستخدم يمناه كيد رئيسة .
هناك عدد من الناس الطبيعيين الذي يستخدمون يمناهم كيد رئيسية ولكن مع ذلك فإن تركيبتهم العصبية معكوسة أي تشبه تركيب المستفيد الأعسر . بعضهم ولدوا وقد كانت أيديهم اليسرى هي الرئيسة والأهم في إنجاز الأعمال ولكن والديهم دربوهم على استخدام اليمنى كرئيسية بدلاً من اليسرى . غالباً فإن هؤلاء الناس يكبرون على ما أراد آباؤهم لهم دون أن يعلموا ما حصل . وعلى أي حال فإن هناك كذلك أناس يستخدمون يسراهم كيد رئيسة مع تركيبتهم الدماغية العصبية تشابه من يستخدم يمناه كيد رئيسة . بعض الناس يتحرى عن التركيبة الدماغية العصبية بأن يسأل أسئلة يتم تذكرها بطريقة بصرية أو يسأل سؤالاً تركيبياً بصرياً . أحياناً هذا يكون محيراً لأن بعض الناس يحبون أن يتذكروا قبل أن يرّكبوا شيئاً . راقب كل حركات العينين . يفضل أحياناً أن تسأل سؤالاً تجعل في المستفيد يتكلم مع ذاته أو يدخل على المشاعر الحسية . هناك فرق كبير بين حديث النفس والمشاعر ولذلك فقد يكون هذا فحصاً أفضل . وعند سؤالك لأسئلة بسيطة قد لا يبدو لك المستفيد أنه قد دخل على نظامه التمثيلي إطلاقاً . وهذا قد يكون لأن كثيراً من الناس عندهم معلومات كثيرة جاهزة للاستخدام ولا يحتاج دخولاً على النظام التمثيلي بل هي في المتناول . أحياناً ولكي تُدخل الناس على أنظمتهم التمثيلية فربما توجب عليك أن تسألهم بعض الأسئلة المتشابكة أوأن تحاصرهم بتساؤلات شيئاً فشيئاً . وأحياناً قد يفيد معهم أسئلة التحدى ( التي تظهر الفروق بين شيئين ) وذلك لكي يدخلوا أنظمتهم التمثيلية . وكما ذكرنا مسبقاً فقد يكون من الأسهل أن تدخلهم النظام الشعورى أو حديث النفس لتجعلهم يتكلمون مع أنفسهم .
الخطوة التالية هي أن تحدد قراراً في مضمون أو موقف ما وتأكد من أنك اخترت قراراً لتتعامل معه . فإن لم يتم ذلك فإنهم قد يقفزون من شيء لآخر وما سوف تحصل عليه هو خليط من كل شيء . ما تريده أنت أن يدخل أحدهم إلى قرار واحد اتخذه ويبقى معه
أفضل الأوقات كي تستخرج الإستراتيجيات هو الوقت الحقيقي الفعلي في الحاضر . في بعض الأحيان لا يمكن لك ذلك ولهذا السبب فيتحتم على المستفيد أن يعود بذاكرته إلى خبرة مضت ثم يعيشها مرة أخرى . وهذا هو البديل بشكل عام . وإذا أمكنك اسأله أن يتخذ قراراً الآن بشأن أمر ما أو تنتظر حتى يتخذ قراراً يمكن أن تلاحظه في الوقت الفعلي الحقيقي . وعليه فإن المعلومات التي ستستقيها عندئذ ستكون من نوعية عالية الجودة
وإن اضطررت فاجعل المستفيد يرجع إلى وقت محدد في الماضي وتأكد من ذلك . اسأله بداية أن يحدد ذلك الوقت بدقة ثم يخبرك بما جرى فيه من أحداث . ثم قل له شيئاً كالتالي : " أريدك أن تتذكر قراراً صنعته في الماضي . أولاً اختر قراراً اتخذته ثم أخبرني حينما يتم ذلك " . ثم اجعله يشرح لك ما حدث . والقرار الذي صنعه
حينما تطلب إلى بعض الناس أن يذهب بذاكرته إلى وقت محدد من الماضي ربما وجدوا صعوبة في هذا الأمر ، حيث أن هناك ناس قد يجدون عقبات كثيرة إن هم أرادوا أن يعودوا إلى نقطة في الماضي لأنهم يخزنون ذكرياتهم على شكل جشتالت أي كل متكامل . فيمكنهم أن يتذكروا وقتاً ما اتخذوا فيه قرارات أو ربما ذكروا مجموعة كبيرة من القرارات وجعلوا يقفزون فيها من مكان لآخر . فإن طلبت منهم أن يذكروا لك وقتاً حينما كانوا يحسون بالحزن فلن يكون ذلك أمراً سهلاً بالنسبة لهم حيث أن الحزن مخزون لديهم على شكل كل واحد . كما ذكرنا مسبقاً . ومع هذا النوع من الناس فإن من الأفضل أن يستشعروا الإحساس من الحاضر أو يفترضوا وجود الأحساس في الوقت الراهن
وهناك أناس آخرون حينما تسألهم أن يعودوا بذاكرتهم إلى الماضي ليتذكروا حدثاً ما فإنهم يفعلون بسهولة . وإذا طلبت إلى شخص أن يستعيد ذكرى معينة ، فضعه في أجواء تلك الذكرى . احرص على أن يكون متحداً مع تلك الذكرى . وإذا أردت أن تستنبط إستراتيجية من خبرة ماضية لشخص ما ، فاجعله يتحد بهذه الخبرة ثم اعمل له إرساء
ولكي تجعل من شخص متحداً مع تجربة ما ، فينبغي أن تستخدم لغة تشير إلى وجوده في ظروف تلك التجربة الآن . فقل شيئاً مثل : " أريدك أن تعود بذاكرتك لترى مرة أخرى ما رأيت ، وتسمع ما سمعت ، وتحس ما أحسست به . كن هناك في الخبرة . إذا رأيت نفسك في هذه الخبرة أو التجربة تقدم واندمج بجسدك وانظر بعينيك لترى ما رأيت ، تسمع ما سمعت ، وتحس ما أحسست به "
إذا كان المستفيد منفصلاً فسوف يكون لديه مشاعر المستفيد الذي يراقب شخصاً آخر يمر بتجربة ما . أما إذا كان المستفيد متحداً فسوف ينتقل إلى المشاعر الحقيقية التي كانت عنده خلال التجربة . الناس الذين عاشوا حياتهم منفصلين سيكون من الصعب أن يدخلوا في حالة الاتحاد ، لأن من المستحيل أن تستعيد حالة متحدة إذا كانت منفصلة ابتداءا . هؤلاء الناس ليس لديهم إلا ذكريات منفصلة عن الماضي ، لأنهم لم يكونوا متحدين فى الماضي . هؤلاء الناس يأتون أحياناً إلى العلاج والمشكلة هي أن نجعلهم يتحدوا مع الذكرى .إنهم يحيون هذه الحياة ولكنهم ليس لديهم أي إحاطة بأبعادها الحسية . إنهم أناس يعانون من مشكلة حقيقية
آخرون قد يحضرون للعلاج ولكنهم متحدون كلياً ولا يقدرون على أن ينفصلوا على الإطلاق ولديهم نوع آخرمن المشكلات ، إنهم يمثلون أوعية كبيرة ملأى بالعواطف الجياشة . وعندما تطلب إليهم أن يعودوا إلى الماضي فسوف يفعلون ذلك بطريقة متحدة تماماً وبدون أدنى صعوبة . لقد عاشوا حياتهم متحدين والذي ينبغي أن تفعله أن تجعلهم ينفصلوا لتساعدهم في حل المشاكل . اعمل مرساة للحالة حينما تدخلهم في الذكرى الماضية التي تريد واستخدم تلك المرساة إذا رأيتهم على وشك أن يخرجوا من تلك الحالة
وبعد أن ترى المستفيد في الحالة التي تريد أن تثير فيها استراتيجيتة ، اطلب إليه أن يصف لك ما يحدث . استخدم الفعل المضارع . اسأله أسئلة " أساسية " مثل : "ما الذي يحدث أولاً ؟ " " ما الذي يحدث بعد ذلك ؟ " " تعرف أن هذه التجربة تمر في المرحلة النهائية ؟ " خذ وقتاً قصيراً لترتيب الأوضاع . انتبه إلى المؤشرات الموحية بالدخول على الذكرى الماضية . خاصة حركات الجسد ، فترات التنفس وما يمكن أن تستفيد منه من أقوال المستفيد .
احرص على أن تلم بكل العناصر العملية للإستراتيجية . قد لا يكون المؤثر ذو أهمية . تجنب أن تضيع من ناحية العملية . ولكن ركز على الفحص الذي هو أهم جزء من الإستراتيجية .وتأكد من أن تعرف نقطة اتخاذ القرار .
دائماً ركز على النتائج من هذه الإستراتيجية . احرص على أن تقسم المهمة إلى الإسترتيجيات ذات الصلة ببعضها البعض وأن تثيرها واحداً بعد الآخر . لا تمزج بين الإستراتيجيات المختلفة ولكن اجعلها متباينة وأثرها بطريقة منتظمة إن لم يكن المستفيد متأكداً فربما يكون من الضروري أن تستخدم طريقة القائمة الصينية لطرح خياراتك . استنبط الإستراتيجية ولا تغرسها ، تكلم بلغة غير محددة وقدم خيارات عديدة حين يلزم . استخدم إطار المغايرة والأمثلة المعاكسة للمساعدة . إن سألته سؤالاً فانظر هل يجيب على سؤالك أم لا .
لتختبر من عملك استرجع السلسلة ثم قيم ما حصل . كذلك يمكنك أن تعمل إثارة لعدة أمثلة مختلفة . وأحسن اختبار هو إثارة لهذه الأمثلة في الوقت الحقيقي . اكتب وسجل النتائج التي حصلت عليها . احصل على ما تستطيع الحصول عليه من التفاصيل الضرورية واستخرج النمطيات العمودية للأجزاء المهمة من السلسلة إن كان ذلك ملائماً .
تذكر أن كل استراتيجية تصلح لشيء ما وأنه لا يوجد استراتيجية سيئة . هناك طرقاً ملائمة وأخرى غير ملائمة تبعاً لكل مهمة . إن لم تكن الإستراتيجية ملائمة فإنه مهما أعدناها فلن نحقق شيئاً . وهذا يدعونا إلى تصميم وغرس لاستراتيجية جديدة .
No comments:
Post a Comment