الراحة النفسية.. مطلب كل حي وغاية كل إنسان في هذه الدنيا، وكل يراها فيما يفتقده من حياته، ومن ثم فقد كثرة الآراء وتشعبت حول مفهومها، ولذا لا بد من الحديث أولاً عن قضية أساسية في فهمها واستيعابها يتضح معنى الراحة النفسية وتسقط كثير من الآراء والأقوال حولها، وهذه القضية تكمن في البحث قبل كل شيء عن مصدر الراحة النفسية ومنبعها أين يكمن؟ هل هو في المال أم في الشهرة أم في الجاه.. أم في غير ذلك؟ وهل يكفي العلاج المادي في مقاومة الأمراض النفسية والانطلاق في الحياة بكل راحة وانشراح صدر؟ ولن نتطرق لجميع الآراء حول ذلك، لطولها وتشعبها وتناقض أقوالها، وسأعرض عن ذلك كله لأتحدث عنها وفق مفهوم الإسلام فحسب، ومن خلاله يتم بيان الطريق الصحيح للحصول على الراحة النفسية. ذلك أن الإسلام هو الوحيد من بين بقية الأديان الذي يُشبع حاجات الإنسان الأساسية، ويلبي مطالبه الروحية والجسدية في آن واحد، ويوازن بينها حتى لا يطغى جانب على آخر، وإذا حصل أي اختلال في تلبية أحد هذين المطلبين، أو غلّب جانب على آخر، اختلت راحة الإنسان النفسية وصحته العضوية.
ومن ثم فإنه على قدر إيمان الإنسان والتزامه بهذا الدين القويم، تكون سعادته وراحته النفسية، وعلى قدر فقده أو ضعفه تكون شقاوته وتعاسته. فإذا كان غاية الإنسان وهدفه من هذه الحياة إشباع مطالب الجسد فحسب، والتمتع بخيرات الدنيا والتقلب بملذاتها، فإنه سيسقط أمامها صريعاً لا يستطيع مقاومة أحداثها وشدائدها عند أدنى مصيبة أو فتنة، ذلك أن الإنسان – بالفطرة – بأشد الحاجة إلى إله يعبده ويلجأ إليه ويسنده وقت الشدائد والمحن، والعلاج النفسي المادي بدون إيمان لا يؤتي ثماره على كل حال، ولا أدل على ذلك من الأرقام الكبيرة والإحصاءات العديدة عن الذين يعانون حالات الاكتئاب، حيث أطلقت منظمة الصحة العالمية صافرة إنذار من جرّاء الانتشار المذهل للأمراض النفسية في العالم، فقد أعلنت: أن 40 % من سكان العالم مصابون بمرض الاكتئاب. فإذا علمنا أن مجموع سكان العالم أكثر من (ستة مليارات) نسمة ، فإن هناك 2.400.000000 (ملياران وأربعمئة مليون) يعانون مرض الاكتئاب!!
كما أعلنت المنظمة أيضاً أن نسبة المصابين بالأمراض النفسية في دول أوربا بلغت (25 %) من مجموع السكان. وعلّقت المنظمة على ذلك قائلة : ونسبة هذه الأمراض النفسية في ازدياد مستمر في الدول الأكثر غنىً ورفاهية والتي يرتفع فيها متوسط دخل الفرد، بعكس الدول الفقيرة حيث تنخفض فيها نسبة الإصابة بهذه الأمراض - فمثلاً - دولة السويد التي تُقدم لرعاياها خدمات وتسهيلات ورفاهية لا تكاد تقدمها دولة أخرى وتصنف عالمياً بأنها من الدول الأولى في مستوى دخل الفرد السنوي (13897 دولار) ومع ذلك كله فهي تتصدر قائمة دول العالم في ارتفاع معدلات نسب الانتحار !!
وفي المقابل فإن أقل دول العالم في مستوى دخل الفرد السنوي دولة بنقلاديش (170 دولار) فقط ومع ذلك فإن نسب معدلات الانتحار فيها تنخفض إلى أدنى مستوياتها عالمياً، والسر في ذلك لا يحتاج إلى كبير تأمل فيكفي أن تعلم أن دولة بنقلاديش دولة مسلمة وأهلها يدينون بالإسلام.
وحينما نتحدث عن الانتحار فلا يغيب عنا ذكر الكاتب الأمريكي الشهير (ديل كارنيجي) مؤسس معهد العلاقات الإنسانية!! وصاحب أروع كتب الصحة النفسية وأكثرها مبيعاً في العالم والتي ترجمت إلى معظم اللغات العالمية وعلى رأسها كتابه (دع القلق وابدأ الحياة) الذي وضع فيه قواعد رائعة في كيفية طرد القلق والانطلاق في الحياة العامة بكل سعادة وثقة، حيث دعا إلى الدين وبين أهميته وأكد عليه من خلال الاستشهادات التي بثها في ثنايا كتابه، إلا أن ذلك لم يمنع القلق من أن يسيطر عليه، فعصفت الكآبة بحياته وسادت التعاسة والشقاء أيامه – بالرغم من التدين الذي عرف به – فقرر التخلص من حياته عن طريق الانتحار .
وفي ذلك دلالة أكيدة على أن الدين الذي كان يدين به دين محرف لا يشفي النفس ويسد فراغها، ولا يُذهب القلق والحزن، ولا يطفئ حسرات المصائب والأزمات، ولا يوازن بين مطالب الروح والجسد. وفيه دلالة كذلك على أن النظريات العلمية والعلاجات المادية وحدها، لا تكفي لراحة الإنسان النفسية.
ولا يعني هذا أن الانتحار لا يحدث إلا في المجتمعات الغربية فهو متلازم مع فقد الإيمان أو ضعفه، فمتى ما فُقد أو ضَعف وحصل للإنسان ما يؤثر على مسيرة حياته كفقد جاهه أو ماله أو حتى نظارة جسمه وانزواء أضواء الشهرة عنه!! أو قد لا يحصل شيء من ذلك، فقد يكون ممتلكاً لكل مقومات الراحة النفسية - الظاهرة- ولكنه مع ذلك لم يجد للحياة طعماً ولا للراحة طريقاً بسبب الفراغ الروحي والخواء النفسي الذي يعيشه، مما يجعل الإنسان يهرب من ذلك العذاب إلى الانتحار!!.
ولعل أبلغ موعظة نخرج بها من ذلك هي أن الدنيا بزينتها ومباهجها ولذاتها وأموالها أعجز وأقل من أن تسعد إنساناً واحداً، وأن الحياة بلا إيمان صحيح تضيق بصاحبها حتى تصبح أضيق من سم الخياط.
فالحياة بلا إيمان ثقيلة وثقيلة جداً، ولا يمكن لإنسان أن يتعايش مع أحداثها ومصائبها وأحزانها وحسراتها؛ إلا بالفرار إلى الله تعالى والأنس بجنابه والرضى بقضائه والصبر على ذلك إلى وقت لقائه.
ومن ثم فإنه على قدر إيمان الإنسان والتزامه بهذا الدين القويم، تكون سعادته وراحته النفسية، وعلى قدر فقده أو ضعفه تكون شقاوته وتعاسته. فإذا كان غاية الإنسان وهدفه من هذه الحياة إشباع مطالب الجسد فحسب، والتمتع بخيرات الدنيا والتقلب بملذاتها، فإنه سيسقط أمامها صريعاً لا يستطيع مقاومة أحداثها وشدائدها عند أدنى مصيبة أو فتنة، ذلك أن الإنسان – بالفطرة – بأشد الحاجة إلى إله يعبده ويلجأ إليه ويسنده وقت الشدائد والمحن، والعلاج النفسي المادي بدون إيمان لا يؤتي ثماره على كل حال، ولا أدل على ذلك من الأرقام الكبيرة والإحصاءات العديدة عن الذين يعانون حالات الاكتئاب، حيث أطلقت منظمة الصحة العالمية صافرة إنذار من جرّاء الانتشار المذهل للأمراض النفسية في العالم، فقد أعلنت: أن 40 % من سكان العالم مصابون بمرض الاكتئاب. فإذا علمنا أن مجموع سكان العالم أكثر من (ستة مليارات) نسمة ، فإن هناك 2.400.000000 (ملياران وأربعمئة مليون) يعانون مرض الاكتئاب!!
كما أعلنت المنظمة أيضاً أن نسبة المصابين بالأمراض النفسية في دول أوربا بلغت (25 %) من مجموع السكان. وعلّقت المنظمة على ذلك قائلة : ونسبة هذه الأمراض النفسية في ازدياد مستمر في الدول الأكثر غنىً ورفاهية والتي يرتفع فيها متوسط دخل الفرد، بعكس الدول الفقيرة حيث تنخفض فيها نسبة الإصابة بهذه الأمراض - فمثلاً - دولة السويد التي تُقدم لرعاياها خدمات وتسهيلات ورفاهية لا تكاد تقدمها دولة أخرى وتصنف عالمياً بأنها من الدول الأولى في مستوى دخل الفرد السنوي (13897 دولار) ومع ذلك كله فهي تتصدر قائمة دول العالم في ارتفاع معدلات نسب الانتحار !!
وفي المقابل فإن أقل دول العالم في مستوى دخل الفرد السنوي دولة بنقلاديش (170 دولار) فقط ومع ذلك فإن نسب معدلات الانتحار فيها تنخفض إلى أدنى مستوياتها عالمياً، والسر في ذلك لا يحتاج إلى كبير تأمل فيكفي أن تعلم أن دولة بنقلاديش دولة مسلمة وأهلها يدينون بالإسلام.
وحينما نتحدث عن الانتحار فلا يغيب عنا ذكر الكاتب الأمريكي الشهير (ديل كارنيجي) مؤسس معهد العلاقات الإنسانية!! وصاحب أروع كتب الصحة النفسية وأكثرها مبيعاً في العالم والتي ترجمت إلى معظم اللغات العالمية وعلى رأسها كتابه (دع القلق وابدأ الحياة) الذي وضع فيه قواعد رائعة في كيفية طرد القلق والانطلاق في الحياة العامة بكل سعادة وثقة، حيث دعا إلى الدين وبين أهميته وأكد عليه من خلال الاستشهادات التي بثها في ثنايا كتابه، إلا أن ذلك لم يمنع القلق من أن يسيطر عليه، فعصفت الكآبة بحياته وسادت التعاسة والشقاء أيامه – بالرغم من التدين الذي عرف به – فقرر التخلص من حياته عن طريق الانتحار .
وفي ذلك دلالة أكيدة على أن الدين الذي كان يدين به دين محرف لا يشفي النفس ويسد فراغها، ولا يُذهب القلق والحزن، ولا يطفئ حسرات المصائب والأزمات، ولا يوازن بين مطالب الروح والجسد. وفيه دلالة كذلك على أن النظريات العلمية والعلاجات المادية وحدها، لا تكفي لراحة الإنسان النفسية.
ولا يعني هذا أن الانتحار لا يحدث إلا في المجتمعات الغربية فهو متلازم مع فقد الإيمان أو ضعفه، فمتى ما فُقد أو ضَعف وحصل للإنسان ما يؤثر على مسيرة حياته كفقد جاهه أو ماله أو حتى نظارة جسمه وانزواء أضواء الشهرة عنه!! أو قد لا يحصل شيء من ذلك، فقد يكون ممتلكاً لكل مقومات الراحة النفسية - الظاهرة- ولكنه مع ذلك لم يجد للحياة طعماً ولا للراحة طريقاً بسبب الفراغ الروحي والخواء النفسي الذي يعيشه، مما يجعل الإنسان يهرب من ذلك العذاب إلى الانتحار!!.
ولعل أبلغ موعظة نخرج بها من ذلك هي أن الدنيا بزينتها ومباهجها ولذاتها وأموالها أعجز وأقل من أن تسعد إنساناً واحداً، وأن الحياة بلا إيمان صحيح تضيق بصاحبها حتى تصبح أضيق من سم الخياط.
فالحياة بلا إيمان ثقيلة وثقيلة جداً، ولا يمكن لإنسان أن يتعايش مع أحداثها ومصائبها وأحزانها وحسراتها؛ إلا بالفرار إلى الله تعالى والأنس بجنابه والرضى بقضائه والصبر على ذلك إلى وقت لقائه.
No comments:
Post a Comment