إن من النعم العظيمة التي امتن بها الله عز وجل على عباده بعد نعمة الإيمان هي نعمة الأمن حيث يقول الله عز وجل في محكم التنزيل مذكرا قريشا بنعمة الله عليهم في تأمين السبل التي بها قيام رحلاتهم في الشتاء والصيف بعد أن أمنوا غائلة الجوع وأمنوا مصيبة الخوف : (لإِيلافِ قُرَيْشٍ * إِيلافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ * فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ) .
بالأمن يقوم سوق الدعوة ، وتزدهر التجارة ، وتعمر المساجد ، ويطمئن الحاج والمعتمر ، وهو مطلب تتفق جميع الشرائع على ضرورته للحياة البشرية الكريمة ، وهو ناتج من نواتج الإيمان ومطلب من المطالب التي ندب الشرع المطهر على تحقيقها في واقع الناس .
إن تحقيق العبودية لله رب العالمين على هذه البسيطة هو بوابة الأمن الكبرى فلا أمن بلا إيمان ولا أمان بلا تقوى وخوف للواحد الديان (الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون) ، فالأمة المهدية هي تلك الأمة التي تسعى إلى تحقيق العبودية المطلقة لله الواحد الأحد في جميع مجالات حياتها لأنها أمة تدرك التلازم الطردي بين خوفها من الله وعملها بطاعته وبين أمانها من كل خوف في الدنيا أو في الآخرة ولهذا فهي تسعى بحرص وصدق إلى طمس معالم المنكرات وإحياء معالم التسابق في الخيرات لأنه لا يصح عقلا ولا شرعا ولا عرفا أن تسعى للأمن وتطلبه وهي متغافلة عن شيء من ذنوبها ومعاصيها لأن الكتاب واضح في هذا الأمر تمام الوضوح (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وإذا أراد الله بقوم سوءا فلا مرد له ومالهم من دونه من وال) .
لقد أهلك الله من أهلك من الأمم السابقة بسبب إصرارها على المبارزة بالمعاصي وعدم التفاتها إلى سنة الله فيمن سبق ممن كان لهم ما كان من الشأن الذي قصه الله عز وجل حيث أوردتهم المعاصي والمنكرات بوابة الخوف الكبرى والعذاب البئيس وإلا فمن نحن أمام قوم عاد وثمود وقوم صالح وأصحاب مدين وقوم لوط؟ لقد تحقق لتلك الأمم وخصوصا عاد ما تحقق من القوة والبطش والشدة التي لم يعرف بها قوم مثلهم وقد قالوها بكل صلف وغرور (من أشد منا قوة) متناسين أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة!!!
البلاء الذي أصاب الأمة الإسلامية في هذه العصور لم يأت من فراغ بل هو ناتج طبيعي من نواتج تغييب المنهج الرباني عن واقع كثير من المسلمين وقد أخبرنا الله عز وجل عما وقع لثلة من المؤمنين مع سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم حينما خالف نفر منهم أمراً من أوامر رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة أحد فحل ما حل بهم وهم خير القرون من القتل الذي نال نفرا منهم والجراحات الغائرة التي أصابت الكثيرين أيضا وكل ذلك بسبب مخالفة الرماة لأمر النبي صلى الله عليه وسلم ولما تسائل البعض منهم من أين هذا؟
جاءهم الجواب القرآني سريعاً ولم يحابهم أو يجاملهم: (أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم إن الله على كل شئ قدير) .
الأمة الإسلامية لماذا تتلفت يميناً ويساراً وتقول: أنى هذا؟ لماذا تتناسى الأمة أعمالها وتتناسى حالها مع الله عز وجل؟ لماذا ترمي دائماً باللائمة فيما يصيبها على عاتق المؤامرة؟ أليست هي التي عصت كثيراً؟ وفرطت كثيراً؟ وتناست دينها كثيراً؟ ألم يتحاكم بعض أبنائها إلى الطاغوت وينحوا شريعة الله جانباً؟ أليس في هذه الأمة من تطاول على دينه بل وتطاول على الذات الإلهية دون أن يجد من كثير من الناس احتساباً وزجراً وأطراً له على الحق أطرا؟ ألم يتعامل الكثير من أبناء هذه الأمة بالربا؟ ألم يمنع الكثير من كبرائها وتجارها زكاة أموالهم؟ ألم يقمع كثير من دعاة الخير فيها ويطاردوا ويعذبوا بلا ذنب فضلاً عمن قتل منهم بلا ذنب جنته يداه سوى أنه لم يركع لأحد غير الله عز وجل؟
أسئلة كثيرة يجب أن تقف أمامها الأمة برمتها ومطلوب منها أن تجيب عليها بكل وضوح وصدق وشفافية بعيداً عن المجاملات والمراوغات إن هي أرادت حلاً جذرياً لجميع مشكلاتها، فالحل الحقيقي يكمن في مراجعات صادقة جادة لا تخضع إلا لمعيار الصدق مع الله والفرار من الله إلى الله (ففروا إلى الله إني لكم منه نذير مبين).
وحينما يكون الحديث عن الأمة فإننا لا نتحدث عن شيء هلامي غير محسوس كما أنني لا أتحدث بأسلوب ضمير الغيبة وذلك لأن الأمة باختصار - عزيزي القارئ - تعني بكل وضوح أنا وأنت ومحمد وصالح وعائشة وفاطمة وهؤلاء جميعا هم الأمة وهؤلاء جميعا هم المسؤولون عن الواقع يتساوون في ذلك كباراً وصغاراً رجالاً ونساءاً حكاماً ومحكومين علماء وأمراء فقراء ووزراء سادة ومسودين وقادة ومقودين، فالبلاء إذا جاءَ عَمَّ الجميع بلا استثناء والأمن والطمأنينة والنصر والسكينة يستفيد منها الجميع فالأمة واحدة وأملها واحد وألمها واحد.
بالأمن يقوم سوق الدعوة ، وتزدهر التجارة ، وتعمر المساجد ، ويطمئن الحاج والمعتمر ، وهو مطلب تتفق جميع الشرائع على ضرورته للحياة البشرية الكريمة ، وهو ناتج من نواتج الإيمان ومطلب من المطالب التي ندب الشرع المطهر على تحقيقها في واقع الناس .
إن تحقيق العبودية لله رب العالمين على هذه البسيطة هو بوابة الأمن الكبرى فلا أمن بلا إيمان ولا أمان بلا تقوى وخوف للواحد الديان (الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون) ، فالأمة المهدية هي تلك الأمة التي تسعى إلى تحقيق العبودية المطلقة لله الواحد الأحد في جميع مجالات حياتها لأنها أمة تدرك التلازم الطردي بين خوفها من الله وعملها بطاعته وبين أمانها من كل خوف في الدنيا أو في الآخرة ولهذا فهي تسعى بحرص وصدق إلى طمس معالم المنكرات وإحياء معالم التسابق في الخيرات لأنه لا يصح عقلا ولا شرعا ولا عرفا أن تسعى للأمن وتطلبه وهي متغافلة عن شيء من ذنوبها ومعاصيها لأن الكتاب واضح في هذا الأمر تمام الوضوح (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وإذا أراد الله بقوم سوءا فلا مرد له ومالهم من دونه من وال) .
لقد أهلك الله من أهلك من الأمم السابقة بسبب إصرارها على المبارزة بالمعاصي وعدم التفاتها إلى سنة الله فيمن سبق ممن كان لهم ما كان من الشأن الذي قصه الله عز وجل حيث أوردتهم المعاصي والمنكرات بوابة الخوف الكبرى والعذاب البئيس وإلا فمن نحن أمام قوم عاد وثمود وقوم صالح وأصحاب مدين وقوم لوط؟ لقد تحقق لتلك الأمم وخصوصا عاد ما تحقق من القوة والبطش والشدة التي لم يعرف بها قوم مثلهم وقد قالوها بكل صلف وغرور (من أشد منا قوة) متناسين أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة!!!
البلاء الذي أصاب الأمة الإسلامية في هذه العصور لم يأت من فراغ بل هو ناتج طبيعي من نواتج تغييب المنهج الرباني عن واقع كثير من المسلمين وقد أخبرنا الله عز وجل عما وقع لثلة من المؤمنين مع سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم حينما خالف نفر منهم أمراً من أوامر رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة أحد فحل ما حل بهم وهم خير القرون من القتل الذي نال نفرا منهم والجراحات الغائرة التي أصابت الكثيرين أيضا وكل ذلك بسبب مخالفة الرماة لأمر النبي صلى الله عليه وسلم ولما تسائل البعض منهم من أين هذا؟
جاءهم الجواب القرآني سريعاً ولم يحابهم أو يجاملهم: (أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم إن الله على كل شئ قدير) .
الأمة الإسلامية لماذا تتلفت يميناً ويساراً وتقول: أنى هذا؟ لماذا تتناسى الأمة أعمالها وتتناسى حالها مع الله عز وجل؟ لماذا ترمي دائماً باللائمة فيما يصيبها على عاتق المؤامرة؟ أليست هي التي عصت كثيراً؟ وفرطت كثيراً؟ وتناست دينها كثيراً؟ ألم يتحاكم بعض أبنائها إلى الطاغوت وينحوا شريعة الله جانباً؟ أليس في هذه الأمة من تطاول على دينه بل وتطاول على الذات الإلهية دون أن يجد من كثير من الناس احتساباً وزجراً وأطراً له على الحق أطرا؟ ألم يتعامل الكثير من أبناء هذه الأمة بالربا؟ ألم يمنع الكثير من كبرائها وتجارها زكاة أموالهم؟ ألم يقمع كثير من دعاة الخير فيها ويطاردوا ويعذبوا بلا ذنب فضلاً عمن قتل منهم بلا ذنب جنته يداه سوى أنه لم يركع لأحد غير الله عز وجل؟
أسئلة كثيرة يجب أن تقف أمامها الأمة برمتها ومطلوب منها أن تجيب عليها بكل وضوح وصدق وشفافية بعيداً عن المجاملات والمراوغات إن هي أرادت حلاً جذرياً لجميع مشكلاتها، فالحل الحقيقي يكمن في مراجعات صادقة جادة لا تخضع إلا لمعيار الصدق مع الله والفرار من الله إلى الله (ففروا إلى الله إني لكم منه نذير مبين).
وحينما يكون الحديث عن الأمة فإننا لا نتحدث عن شيء هلامي غير محسوس كما أنني لا أتحدث بأسلوب ضمير الغيبة وذلك لأن الأمة باختصار - عزيزي القارئ - تعني بكل وضوح أنا وأنت ومحمد وصالح وعائشة وفاطمة وهؤلاء جميعا هم الأمة وهؤلاء جميعا هم المسؤولون عن الواقع يتساوون في ذلك كباراً وصغاراً رجالاً ونساءاً حكاماً ومحكومين علماء وأمراء فقراء ووزراء سادة ومسودين وقادة ومقودين، فالبلاء إذا جاءَ عَمَّ الجميع بلا استثناء والأمن والطمأنينة والنصر والسكينة يستفيد منها الجميع فالأمة واحدة وأملها واحد وألمها واحد.
No comments:
Post a Comment