كيف تتخلص من الكآبة؟
إن علينا دائماً أن نفتش في تجاربنا الماضية كأطفال عن العوامل التي تثير أزمة من الهم والغم والاكتئاب في نفوسنا لأن لتلك الخبرات آثارها البعيدة في تكثيف غيوم البأساء في أعيننا ولغرض أن نزداد إيماناً بأنفسنا ونستعيد قوانا في مقاومة المصاعب التي تعترض سبيلنا كل يوم علينا أن نتذرع بالذرائع التالية للتخلص من الهموم والأحزان:
1- اعرف نفسك جيداً:
وذلك بأن تربط بين كآبتك الحاضرة والمصاعب التي مرت بك في عهد طفولتك الأولى, والصراع النفسي الباقية آثاره في نفسك من علاقاتك السيئة بأحد أبويك أو كليهما, أو بإخوانك وأخواتك, وحاول أن تتحدى ذكرياتك العاصفة تلك مع أحد خلانك الأقربين إليك, أو أن تكتبها على القرطاس وتستعيدها مراراً لتخرج إلى عالم الشعور والوعي, وبذلك تقوى على صدها والتغلب عليها.
2- خفف أثر العوامل الخارجية السيئة في نفسك:
إذا كنا لا نستطيع أن نسيطر على المصاعب والنكبات, والمشاكل والأزمات ذاتها, فإننا نستطيع حتما أن نسيطر على رد الفعل الذي يحدث لها في نفوسنا, فلا نتأثر بها كثيراً, ولا نحسب لها حساباً كبيراً فالعامل الحتمي ليس هو الموقف المؤلم, وإنما هو الشخص الذي يتعامل مع ذلك الموقف, وله القول الفصل, والقرار النهائي في أن يقاوم الاستلام للمواقف التي تثير الهم فيه والاكتئاب.
3- أوجد الاتزان بين عقلك وعاطفتك:
إن الكآبة معناها الخروج عن حدود الاتزان والتعقل والاستسلام إلى العواطف والانفعالات, أما التوازن بين العقل والعاطفة فهو دليل على الخلق الناضج والعقل الرصين...
4- حاول التغلب على شعورك بالدونية وبالنقص والاحتقار:
فإذا كانت السباب الرئيسة للشعور بالهم والبأساء صادرة عن شعور طاغ في أعماق النفس بالضعف وبالنقص, وهي وليدة الظروف السيئة, في عهد الرضاعة والطفولة الأولى, وأنها ظلت عالقة بالنفس وتوجهها الوجهة السيئة في الحياة, فإن من أول الواجبات على الفرد أن يبدد هذه الصورة القائمة في نفسه, وأن يخرج إلى الحياة بصورة أخرى جديدة مبنية على الثقة بالنفس, مستفيداً من كل المؤهلات التي لديه, وأنه كفء إلى الدرجة التي يستطيع بها خدمة الآخرين وإسداء المعونة إليهم.
5- أن تتقبل الواقع كما هو بأن الحياة مزيج من السرور والاكتئاب:
فكلما تأملنا واقع الحياة التي نحياها نجدها مشتملة على جوانب السرور والانشراح تارة مثلما تشتمل على نواح من الضراء والبأساء تارة أخرى, وقد قام علماء النفس بدورهم في الكشف عن هذه الحقيقة في ذوات الناس أنفسهم فوجدوا أن الإيقاع الذهني في كل فرد يدفعه إلى التصرف بصورة متباينة بين الوقت والآخر أمام الحافز الانفعالي نفسه الذي يلم بهم.
فهناك حركات تشبه المد والجزر تنتظم أفعال الناس وتصرفاتهم تتجاوب فيها حالات السرور والاكتئاب في دورة متعاقبة لا مندوحة عن الرضوخ لها وتقبلها على أنها حقيقة لا مفر منها.
6- غير اتجاهك في طلب الحب الذي عدمته صغيراً بحب الناس ومودتهم:
لعل من أقوى أسباب حالات الهم والاكتئاب الشعور بالحرمان من الحب منذ عهد الطفولة الأولى بالرغم من الاستماتة في سبيل الحصول عليه والتهافت في طلبه وركوب المستحيل في سبيل تحقيقه, وعند عدم بلوغ هذا الأمر تلتاث على النفس المصاعب وتطغى الهموم والأحزان, ويصبح هذا الاتجاه الصبياني مصدراً لرثاء النفس وطلب الشفقة واستدرار الرحمة, وكلما أصبح هذا النمط المغلوط شائعاً في تصرف الفرد أصبح غير قادر على الانتفاع بالحب الذي يسدى إليه وغير مرتاح أو مستقر عند بلوغه بعضاً منه مثلاً.
ولعل الطريقة المثلى في ذلك أن يتقبل الفرد ظروف الحياة القائمة التي لن تتغير بتعكير مزاجنا وتحميل أنفسنا فوق طاقتها من فساد الطبع لأن ذلك يعتبر تعويضاً رديئاً عن السعادة التي عدمناها والحب الذي نأى عنا والأصلح لنا أن نغير اتجاهنا إلى ما ينفعنا من الاكتفاء بما أصبناه من عافية الحب والرضا والقبول حتى الآن.
7- استغل الجوانب الطيبة في نفسك وسخرها في مصلحة الناس أجمعين:
إن خير تعويض عن النقائص التي تحسها وعن الآلام التي تجدها أن تستغل الجوانب الحميدة في خلقك والملكات القوية في إهابك لتسخيرها في فائدة من هم بأمس الحاجة إليها على شكل خدمات ومعونات تسديها إليهم جميعاً وبذلك تقتل الفراغ الذي تحسه, وتصرع النقص الذي تستشعره وترتبط مع غيرك بوشيجة من الإخلاص والوفاء تكون خير عوض لك عن النقائص التي تحسها, وبذلك تمهد لنفسك سبيلا إلى القناعة والرضا... والأمان... والاطمئنان[1].
إن علينا دائماً أن نفتش في تجاربنا الماضية كأطفال عن العوامل التي تثير أزمة من الهم والغم والاكتئاب في نفوسنا لأن لتلك الخبرات آثارها البعيدة في تكثيف غيوم البأساء في أعيننا ولغرض أن نزداد إيماناً بأنفسنا ونستعيد قوانا في مقاومة المصاعب التي تعترض سبيلنا كل يوم علينا أن نتذرع بالذرائع التالية للتخلص من الهموم والأحزان:
1- اعرف نفسك جيداً:
وذلك بأن تربط بين كآبتك الحاضرة والمصاعب التي مرت بك في عهد طفولتك الأولى, والصراع النفسي الباقية آثاره في نفسك من علاقاتك السيئة بأحد أبويك أو كليهما, أو بإخوانك وأخواتك, وحاول أن تتحدى ذكرياتك العاصفة تلك مع أحد خلانك الأقربين إليك, أو أن تكتبها على القرطاس وتستعيدها مراراً لتخرج إلى عالم الشعور والوعي, وبذلك تقوى على صدها والتغلب عليها.
2- خفف أثر العوامل الخارجية السيئة في نفسك:
إذا كنا لا نستطيع أن نسيطر على المصاعب والنكبات, والمشاكل والأزمات ذاتها, فإننا نستطيع حتما أن نسيطر على رد الفعل الذي يحدث لها في نفوسنا, فلا نتأثر بها كثيراً, ولا نحسب لها حساباً كبيراً فالعامل الحتمي ليس هو الموقف المؤلم, وإنما هو الشخص الذي يتعامل مع ذلك الموقف, وله القول الفصل, والقرار النهائي في أن يقاوم الاستلام للمواقف التي تثير الهم فيه والاكتئاب.
3- أوجد الاتزان بين عقلك وعاطفتك:
إن الكآبة معناها الخروج عن حدود الاتزان والتعقل والاستسلام إلى العواطف والانفعالات, أما التوازن بين العقل والعاطفة فهو دليل على الخلق الناضج والعقل الرصين...
4- حاول التغلب على شعورك بالدونية وبالنقص والاحتقار:
فإذا كانت السباب الرئيسة للشعور بالهم والبأساء صادرة عن شعور طاغ في أعماق النفس بالضعف وبالنقص, وهي وليدة الظروف السيئة, في عهد الرضاعة والطفولة الأولى, وأنها ظلت عالقة بالنفس وتوجهها الوجهة السيئة في الحياة, فإن من أول الواجبات على الفرد أن يبدد هذه الصورة القائمة في نفسه, وأن يخرج إلى الحياة بصورة أخرى جديدة مبنية على الثقة بالنفس, مستفيداً من كل المؤهلات التي لديه, وأنه كفء إلى الدرجة التي يستطيع بها خدمة الآخرين وإسداء المعونة إليهم.
5- أن تتقبل الواقع كما هو بأن الحياة مزيج من السرور والاكتئاب:
فكلما تأملنا واقع الحياة التي نحياها نجدها مشتملة على جوانب السرور والانشراح تارة مثلما تشتمل على نواح من الضراء والبأساء تارة أخرى, وقد قام علماء النفس بدورهم في الكشف عن هذه الحقيقة في ذوات الناس أنفسهم فوجدوا أن الإيقاع الذهني في كل فرد يدفعه إلى التصرف بصورة متباينة بين الوقت والآخر أمام الحافز الانفعالي نفسه الذي يلم بهم.
فهناك حركات تشبه المد والجزر تنتظم أفعال الناس وتصرفاتهم تتجاوب فيها حالات السرور والاكتئاب في دورة متعاقبة لا مندوحة عن الرضوخ لها وتقبلها على أنها حقيقة لا مفر منها.
6- غير اتجاهك في طلب الحب الذي عدمته صغيراً بحب الناس ومودتهم:
لعل من أقوى أسباب حالات الهم والاكتئاب الشعور بالحرمان من الحب منذ عهد الطفولة الأولى بالرغم من الاستماتة في سبيل الحصول عليه والتهافت في طلبه وركوب المستحيل في سبيل تحقيقه, وعند عدم بلوغ هذا الأمر تلتاث على النفس المصاعب وتطغى الهموم والأحزان, ويصبح هذا الاتجاه الصبياني مصدراً لرثاء النفس وطلب الشفقة واستدرار الرحمة, وكلما أصبح هذا النمط المغلوط شائعاً في تصرف الفرد أصبح غير قادر على الانتفاع بالحب الذي يسدى إليه وغير مرتاح أو مستقر عند بلوغه بعضاً منه مثلاً.
ولعل الطريقة المثلى في ذلك أن يتقبل الفرد ظروف الحياة القائمة التي لن تتغير بتعكير مزاجنا وتحميل أنفسنا فوق طاقتها من فساد الطبع لأن ذلك يعتبر تعويضاً رديئاً عن السعادة التي عدمناها والحب الذي نأى عنا والأصلح لنا أن نغير اتجاهنا إلى ما ينفعنا من الاكتفاء بما أصبناه من عافية الحب والرضا والقبول حتى الآن.
7- استغل الجوانب الطيبة في نفسك وسخرها في مصلحة الناس أجمعين:
إن خير تعويض عن النقائص التي تحسها وعن الآلام التي تجدها أن تستغل الجوانب الحميدة في خلقك والملكات القوية في إهابك لتسخيرها في فائدة من هم بأمس الحاجة إليها على شكل خدمات ومعونات تسديها إليهم جميعاً وبذلك تقتل الفراغ الذي تحسه, وتصرع النقص الذي تستشعره وترتبط مع غيرك بوشيجة من الإخلاص والوفاء تكون خير عوض لك عن النقائص التي تحسها, وبذلك تمهد لنفسك سبيلا إلى القناعة والرضا... والأمان... والاطمئنان[1].
No comments:
Post a Comment